يُعد كتاب “شعراء أمويون” من أهم الكتب التي تناولت شعر العصر الأموي، حيث يُقدم دراسة معمقة لشعراء هذه الحقبة، مع التركيز على تحليل خصائصهم الفنية وأساليبهم الشعرية.

المحتوى:
في كتابه “شعراء أمويون´يقدم الدكتور نوري حمودي القيسي دراسة لمجموعة من الشعراء في العصر الأموي جمعت الخصائص الفنية بعض اتجاهاتهم وحجج العصر بعض سمات شعرهم، وهم كما يصنفهم المؤلف فئتان تمثل الأولى مجموعة الشعراء الذين اصطلح على تسميتهم بالصعاليك، وتمثل الثانية أنماطاً لشعراء تجمعهم إلا رابطة العصر.

وهم في مجموعهم يشكلون إضافة جديدة في هذه الدراسة، وخاصة في إبراز الظواهر الفنية، أو تأكيد بعض وجوهها، وهي في حجمها وتكوينها تشكل إضاءة على ثلة من شعراء العصر الأموي من الذين لم تنصفهم الدراسات السابقة، والذين ابتعدت الأقلام عن ذكرهم، يوردهم المؤلف هنا في هذه الدراسة ويعيد لهم ولفنهم الإعتبار والمكانة اللازمة.

يتألف الكتاب من ثلاثة مجلدات أجزاء. يبدأ (الجزء الأول) بمقدمة عن العصر الأموي والأشكال الثقافية والفكرية والسياسية التي قدمها عصر الدولة العربية في الخلافة الأموية، وخاصة في مجال الأدب والظواهر الشعرية من هجاء وغزل وشعر سياسي وغيره. يتبعت ذلك عرض وترجمة لكل شاعر من الشعراء الذين يضمهم الجزء الأول وهم: “مالك بن الريّب”، عبيد الله بن الحر الجعفي” ، “السمهريّ العُكليُّ” ، “جحور بن معاوية المحرزيّ” ، “عبيد بن أيوب العنبريّ” ، “الخطيم المحرزيّ” ، “العديل بن الفرخ العجليّ”. أما (الجزء الثاني) فيضم الشعراء: “حارثة بن بدر الفدانيّ” ، “كعب بن معدان الأشقريّ” ، “المرار بن سعيد الفقمسي” ، “الشمردل اليربوعيّ”.
ويأتي (الجزء الثالث) والأخير ليضم عدداً من الشعراء الثقفيين هم: “طريح” و “محمد بن نمير” ، “يزيد بن الوليد” ، “الأغلب العجلي” ، “المغيرة بن جبناء”.
وأخيراً يمكن القول إن محاولة المؤلف إبراز هذه المجاميع من الشعراء (العصر الأموي) وتجميع قصائدهم ومقطعاتهم وإخضاعها للدراسة المقارنة والوقوف على الظواهر البارزة عند كل شاعر، وتمييز القدرات الإبداعية التي تفرد بها بعضهم تعطي الدارسين للعربية عطاءً جديداً، وتغذي قدرات البحث بروافد غنية وأصيلة، وأشكال وصور بيانية أنفق من أجل إظهارها للعلن جهوداً كبيرة من قبل شعراء ذلك العصر، وها هو المؤلف الدكتور نوري القيسي يقدمها إضافة للمكتبة العربية، بكل ما في الكلمة من معنى.