المشتريات

0 كتاب - $0.00

default logo

معلومات الكتاب

مخفض!

الأضرحة

المؤلف :

السعر الأصلي هو: $7.19.السعر الحالي هو: $2.99.

في رواية (الأضرحة) التي تعتبر المحاولة الأولى للقاص لاجتياز حاجز النار حيث يمثل هذا النتاج الخطوة الأولى لاقتحام عالم الرواية الواسع؛ يحاول القاص والروائي الإفلات من عالم السرد القصصي لينطلق في آفاق أكثر رحابة في تصوير أحداث تكاد تكون مركبة على نحو لا يخلو من التعقيد الدرامي، حيث تأخذنا عجلة الأحداث لتجرنا إلى فضاء (اللامعلن) و(اللامكشوف) زمانياً واللامشخصن.

بيد أن المتلقي المتسلل بعمق داخل ثنايا النص يستطيع تمييز إشارات النص وربطها بعدة مراحل وأزمان مرت وتمر على ذاكرته، فالمؤلف أدخلنا إلى جحور أهل الكهف، وجعلنا نتسرب إلى مفاصل الحدث مشدوهين بين وقائع زمان يأجوج ومأجوج وبين وقائعنا المعاصرة، فيطل الخطاب الروائي بشخوصه وأمكنته المتداخلة بالأزمنة حد التمازج والذوبان، وبلغة تضج بكمّ هائل من العلامات والإشارات التي شكلت المنظومة الرمزية الدلالية للخطاب الذي اعتمد على آلية الانزياح الدلالي التي تفضي إلى التأويل والجدل المستند إلى الرؤى المطروحة في المتن النصي الذي ينتمي بشكل وبآخر إلى نمط حداثوي تجريبي متقدم.

إلا أن أبرز مشكلاته تكمن في تشكيل المضامين التي أراد المؤلف تحميلها للنص، حيث التداخل الحاد بين خيوط الأحداث والشخوص التي صورت على نحو تجريدي، وما جمعها من قواسم مشتركة هو ثمة مسميات مثل (سر من رأى)، والتي تمثل الرمز الإسلامي بعموميته والعراقي بخصوصيته الطقسية، وتسميات مجردة كالطوسي الذي يمثل مفتاح الأحداث والعشرة شخصيات التي تمثل بقايا سلالة يأجوج الذين يكملون اليوم مسيرة الشقاء في زمن الانهيار كما يسميه الفيلسوف الألماني (هايدغر) الذي يقول أنه زمن الانهيار.

صحيح لكن أي انهيار؟ أهو الانهيار الذي أشار إليه (هايدغر) في قوله الهدم هو لحظة بناء جديد؟ نعم، إنه الانهيار لابد منه لكي يمكن البناء، فالبناء الحقيقي هو أولاً هدم حقيقي. إن في هذا ما يكشف عن أزمنة شاملة، فكيف نفهمها؟ فللأزمة معنيان: سلبي وإيجابي. سلبياً تعني الطريق المسدود انعدام المخرج. إيجابياً تعني انتهاء شيء ما لم يعد صالحاً للبقاء.

وتبرز الأزمنة بشكلها الأكثر حدة في رفض الاعتراف بأن شيئاً ما ينتهي. وهذا الرفض هو قاعدة الفكر المرتبط بالنظام الثقافي السائد الذي لا يريد لأي شيء من موروثاته أي من ركائزه أن يموت، وهو كذلك قاعدة كل فكر مؤسسي من هنا يعني هذا الرفض انكاراً للجديد الناشئ وإنكاراً للقوى التي تمثله، وفي استمرار هذا قوى المجتمع تتنافى، بدلاً من أن تتآكل، وبقدر ما يستمر، تظل هذه القوى تمارس هذا النفي المتبادل، تتآكل وتتفتت.

لكن هذا الاعتراف ليس سهلاً. إنه يفترض التخلي عما يشمل قاعدة القوى السائدة فكرياً، وتقدم هذه القاعدة في الحياة العربية خصوصاً مع الإيمان بأن الأفراد في المجتمع يطورون عبر التأريخ حتمية سابقة عليهم، وأن القوى السائدة هي حارسة هذه الحتمية وممثلتها، وأعني بهذه الحتمية رسالة خاصة أو دعوة أو مجموعة من المثل والقيم الخالدة، وهذه نظرة غير تأريخية وغير إنسانية. أعني ميتافيزيقية، فالمجتمع كل المجتمع هو في أساسه قوى تتصارع وتتناقض، وليس جذعاً والأفراد تتشعب عنه، إنه ليس قوة وحيدة واحدة، وفي هذا تكمن معاني التحرر والانعتاق من هذه المعاني.

اختزل المؤلف عقوداً طويلة مصوراً واقعاً خرافياً وحشياً لم يبقَ منه سوى حطام بشري لمجتمعات هشمت منظوماتها وبناها الحروب التي لم تترك بين جنبات مدنها سوى عملية توالد مستمرة للشقاء. وقد تجلى ذلك في إمعان المؤلف في تصوير مشاهد التكاثر والولادة لتجسيد حالة الانتظار التي يمر بها المجتمع الذي يتوقع أفراده قبل كل عملية ولادة. إن ثمة شعاع أمل قد ينبري ليغير مجرى الأحداث المتفاقمة، تلك الإشارات وغيرها من الحقائق المرة صهرها المؤلف ليعكس لنا صوراً تعكس في عمقها حقيقة سيسيولوجية.

ويمثل هذا الجموح والتمرد على المألوف في عملية القص ردة فعل أدبية طبيعية على واقع اجتماعي سلبي تمثل في ظاهرة الحروب والتهجير والإقصاء وغيرها من العناصر السلبية التي أسهمت في تفتيت المنظومات القيمية المختلفة للمجتمع العراقي الذي لازال الغموض يلف مشهده العام الحالي والمستقبلي، ومما يلفت الانتباه هو ذلك الانفلات التقني الروائي -إن صحت التسمية- فلا حدود تعيد عمل العناصر الفنية للرواية كالإيقاع والحبكة وما إلى ذلك من تلك العناصر التي سادت في فنون السرد والتي فرضت مقاييس معينة من الصعب تجاوزها. ولكننا اليوم نعيش أبهى تجليات الحداثة، فلا بد للتجريب أن يأخذ مداه الفني على أسس منطقية وعلمية.

سجل التميمي في الأضرحة مشاهدات وذكريات بعضها له علاقة بالسياسة وبعضها في البوح الخاص أفضت إلى دردشة ندية بعيدة حيناً عن مدار الجد، إلا أنها في الواقع تشكل الجزء الإنساني المهم من حياة كل فرد لمحاربة كل الانهيارات. يكتب عزيز التميمي بمزاج وبلا حساب يسرد حكاية روايته الأضرحة، فهو يرى الحياة بسخريتها وتراجيديتها وقسوتها ويضحك بصوت مجلجل هناك، وذلك شيء اختص برموز الجيل الذي يحاول في أزمنة الغيابات الكبرى أن يجترح أسلوبه الإبداعي الجديد ليكون بمثابة نور شمعة في وسط ظلام الحديد والحرب. بقي أن نذكر أن الرواية تقع في ثمانين صفحة وهي من القطع المتوسط.

رمز المنتج: 52539 التصنيف: الوسوم: , , , ,

الوصف

عنوان الكتاب: الأضرحة – عزيز التميمي
الإصدار المتوفر في المكتبة : نسخة اليكترونية.
صفحات الكتاب : 93 صفحة .
المؤلف : عزيز التميمي