يكشف كتاب الحرب الروسية الأوكرانية دراسة في ما وراء الكواليس للمؤلف مهدي زريق الطريقة التي تحاك بها المؤامرات في العالم الجيوسياسي والاستراتيجي.

إن الحرب أمر مشين ومكروه ومع ذلك فالتاريخ الإنساني حافل بالحروب، والحروب هي نقيض التفاهم والإنسجام وغياب كلي للعلاقات المبنية على الحوار والتعاون بين الناس، لكن ما الذي يفسر وجود الحرب في حد ذاتها ؟

ما الذي يفسر العداء واللاتفاهم بين البشر على مر التاريخ ؟

هل بلغت هذه العداوة إلى مستوى أصبح فيه البشر غير قادرين على التعايش وكل طرف يتربص بالطرف الآخر ليفتك به ؟

إن الحرب في الحقيقة ليست سوى امتداد للسياسة كما يقول الفيلسوف والمنظر العسكري البروسي كارل فون كلاوزفيتش : (الحرب هي استمرار للسياسة بطرق أخرى) إن مقاربة كلاوزفيتش فريدة من نوعها جديرة بالأخذ بعين الاعتبار والاعتماد عليها أثناء دراستنا للحروب، لأن الحرب ليست غاية في حد ذاتها إنما وسيلة لتحقيق غاية، فالحرب هي جزء من السياسة، والحرب يجب أن تنتهي في آخر المطاف بنوع من الاتفاق او المعاهدة السياسية.

إن الحرب ليست نتيجة بل مقدمة لنتيجة في حالة إذا لم يجد الطرفان نقطة التقاء تفرض عليهما الحرب مباشرة، لأن أحدهما لم يرغب في التفاهم أو حاول أن يفرض وجهة نظره على الطرف المقابل فيحصل الصدام ونذهب للحرب كحل أخير لفرض الإرادة على الآخر وارغامه الحرب هي عنف مسلط بهدف إخضاع المنافس لإرادتنا على التفاهم بالقوة.